المرأة أم وأخت وزوجة وبنت أوجب الإسلام العناية بها والقيام بحقوقها؛ فعلى نطاق الأم أوجب الإسلام طاعتها فهي أحق الناس بحسن الصحابة، كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، والأخت بالقيام على رعايتها والإحسان إليها وتزويجها الرجل الكفء دون عضل، والزوجة بمعاملتها بالحسنى وإكرامها؛ فخير المسلمين هو من كان رؤوفاً بزوجه محسناً لها، والابنة لها حقها من التكريم والصيانة، فمن رزقه الله ابنة فأحسن إليها كانت له ستراً من النار. من منا يتعامل مع المرأة وفقاً للأمر الالهي؟ من منا يعامل زوجه بالحسنى والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي؟ ومع بلوغنا شأواً بعيداً في العلم لانزال لدينا رواسب من عادات وأعراف ما أنزل الله بها من سلطان، ولعل ذلك مردّه إلى استعباد لافت للعادات والتقاليد وكأننا لسنا مسلمين. إن الإسلام جاء لحفظ الضرورات الخمس: الدين، والعقل، والعرض، والمال، والنفس، والنساء شقائق الرجال ونصف المجتمع وأساسه المتين، لابد أن تكون منطلقاتنا في الحياة من وحي الآية الكريمة: (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) لا من عادات ماأنزل الله بها من سلطان، لابد أن نراقب الله في تصرفاتنا؛ فالشريعة المطهرة هي الحاكمة لتصرفاتنا (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ). والعادات لايزال لها حضور فاعل في حياتنا ماأنزل الله به من سلطان؛ فالبيوت امتلأت بمن فاتهن قطار الزواج؛ لأن من غير المقبول أن يخطب الرجل لابنته الرجل الصالح؛ فهذا يعتبر منقصة ومثلبة وعيباً تحاسبه عليه عادات وتقاليد المجتمع، مع أن في السيرة ما يؤيد ذلك. لابد من بث الوعي بين الناس وتعميق حب الشريعة المطهرة في نفوسهم، والتنبيه على بعض العادات ما أنزل الله بها من سلطان.